منتدي شرح المتون العلمية تحت اشراف فضيلة الشيخ أبو أحمد شحاته الشريف
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
حياكم الله و بياكم و جعل الجنة مثوانا و مثواكم
باب الجمعة 97143_10
منتدي شرح المتون العلمية تحت اشراف فضيلة الشيخ أبو أحمد شحاته الشريف
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
حياكم الله و بياكم و جعل الجنة مثوانا و مثواكم
باب الجمعة 97143_10



 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

االسلام عليكم و رحمة الله و بركاته

جدول دورات الشيخ في الغرفة الصوتية أمنا خديجة: دورة حفظ و شرح متن الجزرية بالاجازة الاربعاء 22.30 مكة **دورة الاصول الثلاثة بلاجازة الخميس 20.30 مكة ** دورة الاربعين االنووية بالاجازة الجمعة 20.30 تونس ** دورة شرح رسالة شروط الصلاة و اركانها وواجباتها بالاجازة السبت 20.30 مكة ** دورة تفسير القران الكريم ابتداء من جزء عم الثلاثاء 22.30مكة





باب الجمعة 121210

باب الجمعة 131310

 

 باب الجمعة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


عدد المساهمات : 266
تاريخ التسجيل : 21/04/2016

باب الجمعة Empty
مُساهمةموضوع: باب الجمعة   باب الجمعة Icon_participate01.01.17 21:35

بسم الله الرحمن الرحيم




عمدةالأحكام من كلام خيرالأنام




شرح ميسر لعمدة الاحكام لفضيلة الشيخ: أبو أحمد شحاتة الشريف



تفريغ الطالبة : شيماء




40)-باب الجمعة




بسم الله والحمد والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه ومن  
اهتدى بهداه ,,,
سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا , إنك أنت العليم الحكيم , سبحان ربك رب العزة عما يصفون , وسلام على المرسلين , والحمد لله رب العاليمين , ونسأل الله عزوجل أن يوفقني ويفقكم ويسخرنا في مرضاته ويرزقنا وبعد,,,


درسنا اليوم في شرح كتاب عمدة الأحكام وقد وصلنا في شرحنا لهذا الكتاب المبارك إلى باب الجمعة .


الجمعة كما تعلمون من أفضل أيام الأسبوع , وقد خص الله به المسلمين , وأضل عنهم من قبلهم من الأمم كرمًا منه وفضلًا على هذه الأمة .


والجمعة لها خصائص من العبادات إختص بها هذا اليوم من بين سائر أيام الأسبوع أعظمها هذه الصلاة التي هي آكد الفروض ,
-واستحب في فجر يوم الجمعة ان يقرأ الإمام سورتي السجدة والإنسان .
-وأيضا يستحب لكل مسلم ومسلمة أن يقرأ سورة الكهف .
-وأيضا كثرة الصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- .
-ويستحب أيضا الإغتسال والتطيب , ولبس أحسن الثياب التي يستطيع لبسها وهو ذاهبإلى صلاة الجمعة .
-ويستحب أيضا الذهاب إلى صلاة الجمعة مبكرًا , والإشتغال بالذكر والدعاء إلى حضور الخطيب ثم الإنصات لخطبته , لآنه ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أن هناك ساعة في يوم الجمعة لا يرد الله أحدًا  , وقد اختلف في تعينها , فمن العلماء  من قال أنها من جلوس الإمام على المنبر  إلى إنقضاء الصلاة , ومنهم من قال أنها آخر ساعة بعد العصر , وهذا قول جمهور من الصحابة والتابعين , وإختاره الإمام أحمد رحمه الله تعالى .


كما أن للصلاة فيه خصائص لا توجد في غيرها ومنها :


- إجتماع الناس في هذا اليوم المبارك لأداء صلاة الجمعة , فهو يوم عيد والتأكيد على إتيانها وكذلك شرط الإستيطان والإقامة في صلاتها .


- ومن خصائص يوم الجمعة أن قبل صلاة الجمعة أنه يتقدمها خطبتين  عليها .


- وأيضا من خصائص يوم الجمعة الجهر في قرائتها .

- وتحريم البيع والشراء بعد النداء لصلاة الجمعة .


- وقد جاء أيضا الوعيد الشديد فيمن تخلف عنها .


- فقد أجمع المسلمين على أنها فرض عين وقالوا أنها أفضل جمع المسلمين سوى جمع عرفة .


الجمعة : بضم الجيم والميم من الجمع , سمي الله ذلك اليوم بيوم الجمعة لأن الله جمع من الأمور الكونية والشرعية ما لم يجمعه في غيره , ففيه كمل خلق السماء والأرض , وفيه خلق آدم  عليه السلام , وفيه تقوم الساعة , وفيه يبعث الناس من قبورهم , وفيه  صلاة هي من أفضل وأعظم الصلوات حيث يجتمع الناس فيها ويجتمع المسلمون لأدائها .


هذا  هو يوم الجمعة وهذه نبذة مختصرة على هذا اليوم العظيم .


وأورد المؤلف رحمه الله تعالى  في باب الجمعة حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما


الحديث(141) :


عن سهل بن سعد الساعدي - رضي الله عنه- أن رجالاً تماروا في منبر رسول الله-صلى الله عليه وسلم- من أي عود هو، فقال سهل: من طرفاء الغابة وقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قام عليه فكبر وكبر الناس وراءه، وهو على المنبر، ثم ركع فنزل القهقرى، حتى سجد في أصل المنبر، ثم عاد حتى فرغ من آخر صلاته، ثم أقبل على الناس، فقال: "أيها الناس، إنما صنعت هذا لتأتموا بي، ولتعلموا صلاتي".


وفي لفظ : فصلى وهو عليها، ثم كبر عليها، ثم ركع وهو عليها، ثم نزل القهقرى.


راوي الحديث هو سهل إبن سعد إبن مالك الأنصاري الخزرجي من مشاهير الصحابة كان أسمه حزنا فسماه الرسول -صلى الله عليه وسلم- سهلا , وكان لما توفي النبي -صلى الله عليه وسلم- له 15 سنة .

وعُمر رضي الله عنه حتى توفي عن عمر 91سنة , وهو آخر من مات في المدينة من الصحابة على  قول بعض المحدثين .


موضوع الحديث :


بيان حكم اتخاذ المنبر لخطبة الجمعة .


مفردات الحديث :


أن رجالًا تماروا : هل ذكر أسماء هؤلاء الرجال؟ لم يذكر أسمائهم ولم ترد تسميتهم .


تماروا : أي تجادلوا , في أي شئ تجادلوا ؟ تجادلوا من أي شئ كان منبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- .


المنبر : هو من النبر وهو الرفع , لأنه يتخذ للإرتفاع عليه وتعلية الصوت ممن يقف عليه حتى يصل إلى جميع الحاضرين .


طرفًا الغابة : قالوا بأنه شجر يشبه الأكل إلا أن الأكل أعظم منه , ومنابته تكون في الأرض السبخة كأرض المدينة المنورة .


الغابة : هي الشجر الملتف , والمراد بها هنا موضع في عوال المدينة , وهو مكان في  الشمال الغربي من المدينة كثير الطرفاء  .


رأيت : أبصرت .


قام عليه : أي على المنبر ليصلي بالناس ويعلمهم كيفية الصلاة .


وهو على المنبر :جملة حالية  وكان على الدرجة العليا -صلى الله عليه وسلم- وهي الثالثة  و طول المنبر بدرجه الثلاث حوالى متر وربع .


ثم رفع :  من الركوع .


القهقري : نزل من المنبر يمشي , أي رجع إلى الخلف من غير أن يجعل وجهه إلى جهة مشيه أي نزل بظهره .


أصل المنبر : أسفله والمراد عند أسفل درجة منه .


ثم عاد : أي رجع إلى المنبر صاعدًا عليه .


ثم أقبل على الناس : أي إستقبلهم بوجهه .


وقال يا أيها الناس اإنما فعلت هذا لتأتموا بي : لتتابعوني في الصلاة


ولتعلموا : لتتعلموا من التعلم .


صلاتي : أي كيفية صلاتي - صلى الله عليه وسلم- .


صلى عليها : أي على المنبر . لماذاأنثها ؟ أنثها بإعتبار أنها أعواد أودرجات , ثم كبر عليها ثم رفع وهو عليها ثم نزل القهقري .


الشرح الإجمالي :


يخبرنا سعد ابن سهل الساعدي رضي الله عنه أن رجالا تماروا  أي تجادلوا في منبر النبي-صلى الله عليه وسلم- وقد جاؤا يسألونها لأن سعل أعلم رجال زمانه لأنه آخر من مات من الصحابة بالمدينة , فكان في عهده أناس تجادلوا في منبر النبي -صلى الله عليه وسلم- من أي عود هو فجاؤوا لديه ليبين لهم و يزيل  ما عندهم  من إشكال في ذلك , فأخبرهم رضي الله عنه وأرضاه أنه من أكل الغابة وتثبيتا لخبره قال لقد رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- قام عليه الصلاة يعني بين لهم قصة صلاة النبي-صلى الله عليه وسلم- أول ماوضع له ,أنه قام -صلى الله عليه وسلم- وقام في أعلى درجاته الثلاث فكبر , وكبر الناس ورائه وهو على المنبر , ثم ركع ونزل منه و رجع إلى الخلف حتى سجد في أصل المنبر ثم عاد فطلع عليه .


لماذا نزل وسجد على الأرض ؟ لعدم إتساع الدرجة للسجود , ولكنه عاد بعد السجدتين , فصعد  على المنبر وفعل في  هذه الركعة و فيما بعدها من الركعات كما فعل في الركعة الأولى , حتى فرغ -صلى الله عليه وسلم- من صلاته , ولما كان هذا الفعل غير معتاد منه -صلى الله عليه وسلم- أقبل على الناس فقال لهم أنه ما فعل هذا الدي فعل من الطلوع على المنبر والنزول إلى أسفله , إلا ليروا صلاته فيتعلموا منه-صلى الله عليه وسلم- ويقتدوا به .


فوائد الحديث :


1)- مشروعية إتحاد المنبر في المسجد ليخطب عليه .


2)- بيان ما كان عليه التابعين رحمهم الله , من الأدب في العلم  والتعلم حينما يتباحثون في  مسالة من مسائل العلم فيرجعون إلى العلماء الذين أخذوه عمن قبلهم وهكذا ينبغي لطلبة العلم فيا أشكل عليهم  أن يرجعوا إلى أهل العلم ويستوضحوا منهم كما قال تعالى جل في علاه {فسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} .


3)- جواز إرتفاع وعلو الإمام على المأمومين في الصلاة للحاجة لذلك كتعليمهم كيفية الصلاة , فإن لم يكن هناك حاجة فهناك إختلاف , فكره ذلك بعض أهل العلم لحديث حذيفة أن النبي-صلى الله عليه وسلم- قال : إذا أم الرجل القوم فلا يقومن في مقام أرفع من مكانهم .


4)- جواز الصلاة فوق المنبر والسجود عليه إن تمكن وإلا فعلى الأرض .


5)- جواز العمل والحركة اليسيرة في الصلاة لمصلحة الصلاة , فإنها لا تضر الصلاة بل هي لمصلحة الصلاة .


6)- حرص النبي -صلى الله عليه وسلم- على تعليم أمته وتبليغهم الشرع .


7)- عناية النبي -صلى الله عليه وسلم- بالصلاة , وتعليم الأمة كيفية الصلاة كما أبداها -صلى الله عليه وسلم- .


Cool-  وجوب إتباع النبي -صلى الله عليه وسلم- وأن من سنته التى تتبع ويحافظ عليها أفعاله وأقواله-صلى الله عليه وسلم- .


9)-حسن تعليم النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث جمع بين الفعل والقول حتى يبين لهم الصورة ويظهر لهم كيفية الأداء الصحيح عمليا .


10)- هذا الحديث دليل على جواز إقامة الصلاة لأجل التعليم , وأن ذلك لا ينافي الإخلاص والخشوع بل هو زيادة عبادة إلى عبادة .


11)- إيضاح السببب فيما فعل وجرى على خلاف العادة ليزول الإشكال , فقال لهم إنما فعلت هذا لتأتموا بي وتعلموا صلاتي -صلى الله عليه وسلم- .



الحديث 137 :


عن عبدالله بن عمر- رضي الله عنهما- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: "من جاء منكم الجمعة فليغتسل".

موضوع الحديث :


بيان حكم الإغتسال لصلاة الجمعة .


الراوي لهذا الحديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما , وقد سبقت ثرجمتهما رضي الله عنهم جميعًا .


شرح مفردات الحديث :


من :إسم حرف شرط تفيد العموم .


جاء : أي أراد المجئ لصلاة الجمعة .


فليغتسل : فليعمم بدنه بالماءغسلاً والفاء رابطة واللام لجواز الشرط  .


الشرح الإجمالي :


في  هذا الحديث يخبرنا عبد الله بن عمر عن أدب من آدب يوم الجمعة حيث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر كل مسلم بالغ عاقل, وجبت عليه الجمعة أن يغتسل ويتطهر قبل مجيئه إلى صلاة الجمعة , ليطهر جميع بدنه من الأوساخ تعبدًا لله جل جلاله واتقاءًا للروائح الكريهة , ومن المعلوم أن الناس يجتمعون لصلاة الجمعة في يوم الجمعة , يجتمع المسلمون في هذا المشهد العظيم , والمجمع الكبير من مجامع المؤمنين


فيأتون لصلاة الجمعة من شتى أنحاء الأمكان التى يسكنونها , وفي مثل هذا المحفل الذي يظهر فيه شعار الإسلام ويظهر فيه إجتماع المسلمين يجب ان يكون الآتي إليه  في أطيب رائحة وأجمل هيئة , لهذا أمر رسول الله-صلى الله عليه وسلم- المسلمين أن يغتسلوا عند الإتيان لصلاة الجمعة  , كي لا تكون في أحد رائحة تؤدي المصلين وتؤدي الملائكة الحاضرين لسماع الخطبة والذكر .


ولذلك شرع لكل مسلم أن يغتسل في هذا اليوم المبارك , قبل ذهابه إلى صلاة الجمعة حتى يحضرها على أحسن حال وأحسن رائحة حتى تكون رائحته رائحة طيبة


هذا الحديث بين أن هذا الغسل خاص بيوم الجمعة فهل يصح للإنسان أن يغتسل للجمعة قبل دخول فجر يوم الجمعة ؟ .


ظاهر الحديث يدل أنه لا يصح للإنسان أن يغتسل قبل فجر يوم الجمعة لهذا قال النبي-صلى الله عليه وسلم- : من جاء منكم الجمعة فليغتسل .


ظاهر هذا الحديث أن مشروعية الإغتسال يوم الجمعة مقتصر على من سيأتي إليها بدلالة قول النبي -صلى الله عليه وسلم-من جاء منكم الجمعة فليغتسل ,


وهذا رأي كثير من أهل العلم , وقالت طائفة بأنه لكل مسلم , واستدلوا على ذلك بما جاء في السنن أن النبي-صلى الله عليه وسلم- قال : غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم .


والمحتلم يشمل من سيأتي إلى الجمعة ومن لا يأتي ولكن الأظهر أن الوجوب خاص على من سيأتي لصلاة الجمعة لأمرين .


الأمر الأول : أن التخصيص معمول به في الشرع, وأنه قد يقيد  ويخصص عموم  الحديث مفهوم المخالفة لحديث آخر .


الأمر الثاني : أن المعنى في وجوب الإغتسال يوم الجمعة هو حضور النا س واجتماعهم , ويكون الحديث خاص بمن يأتي إلى الجمعة وهذا ظاهر النبي -صلى الله عليه وسلم-  من جاء منكم الجمعة فليغتسل وظاهره أن الإغتسال يكون قبل الذهاب للصلاة لا بعدها , فكأنه يقول من أراد المجئ إلى الجمعة فعليه أولًا أن يغتسل , ثم بعد ذلك يذهب لأداء صلاة الجمعة ,
بعض الظاهرية خالفوا  في ذلك وقالوا أن الإغتسال خاص بالجمعة سواء كان قبلها أو بعدها .


إختلف العلماء في هذا الحديث , إختلفوا في غسل الجمعة هل هو واجب أم مستحب؟ .


فذهب الظاهرية أهل الظاهر إلى أنه واجب واستدلوا بحديث (غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم) .


وذهب الجمهور إلى إستحباب الغسل يوم الجمعة , وأنه غير واجب واستدلوا على ذلك بحديث (من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت ومن اغتسل فلغسل أفضل) رواه الخمسة وقال عنه ابن دقيق لا يقاوم سند هذا الحديث والأحاديث الأخرى الموجبة لغسل الجمعة .


وإن كان المشهور حسن الحديث الذي جاء فيه ( غسل الجمعة واجب على كل محتلم) أما من استدلوا على إستحبابه فقالوا عندنا حديث رواه الخمسة وهو (من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت ومن إغتسل فلغسل أفضل), وأجابوا عما إستدل به الظاهرية بأنه يفيد تأكيد سنية غسل يوم الجمعة , ولكن إذا نظرنا في الأدلة وجدنا بأن من قال بالوجوب فإنه أقرب إلى الصواب .


هذا تقريبًا تلخيص بسيط لما قاله أهل العلم في هذا الحديث , والخلاف طويل,أورده ابن القيم في الهدي واستدل بما أتى به هؤلاء وهؤلاء ثم رجح الأقوى رحمه الله .


قوله :فليغتسل فعل مضارع سبقته لام الأمر , يقول علماء اللغة بأن الفعل المضارع إذا سبق بلام الأمر يفيد ظاهره الوجوب .


وهذا ما قال به طائفة من أهل العلم منهم الظاهرية , ولكن الجمهور قالوا بعدم وجوبه وقد ذكرنا الحديث واستدل الجمهور بحديث آخر في صحيح مسلم أن النبي- صلى الله عليه وسلم – قال :مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ أَتَى الْجُمُعَةَ فَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ وَزِيَادَةُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ وَمَنْ مَسَّ الْحَصَى فَقَدْ لَغَا ) .


فدل ذلك على عدم وجوب الإغتسال , ولهذا قالت طائفة أخرى أن الأمر بالإغتسال من سيؤدي صلاة الجمعة , أو من يكون في وجوبه سبب لإيذاء الناس برائحته .


فوائد الحديث :


1)- ظاهر الحديث وجوب الغسل لصلاة الجمعة , والأصل حمل الحديث على ظاهره .


2)- الحديث فيه دليل على أن الغسل يكون للصلاة , ويتقدم على أداء الصلاة وهذا هو الصحيح من كلام أهل العلم , إذا غسل الجمعة يكون قبل الصلاة .



3)- هذا الحديث فيه دليل على أن الأفضل أن يكون الغسل قبيل صلاة الجمعة .


4)- الحكمة من مشروعية هذا الإغتسال , وأنه على الإنسان أن يأتي إلى مواطن العبادة والصلاة على أحسن هيئة , وحال قال جل جلاله {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ } فيأتي الإنسان للصلاة في أحسن حال و هيئة .


5)- مشروعية الغسل لمن أراد الإتيان إلى صلاة الجمعة , أما من لم يرد لعذر من أعذار الشرع فلا يشرع له الغسل , وقد صرح بهذا جماعة من أهل العلم لهذا ورد في الحديث (ومن لم يأتها فليس عليه غسل) .


الأولى لمن ذهب إلى صلاة الجمعة أن لا يدع الغسل لأنه  قد اتفق على مشروعيته وأدلة وجوبه قوية والإنسان لابد أن يدور مع الدليل حيث دار , وأن يعمل بما سمعه وتعلمه وفهمه .


نقول بأن من أول هذه الأحاديث أنه إن كان من أهل العلم الثقات فنحسن به الظن ونعلم أنه ما أراد إلى الحق وإيصال العلم للناس , فهو يغفر ما بدر منه مقابل ما عنده من الحسنات وحسن القصد , وإرادة الوصول للحق , ولكن ينبغي أن لا نغفل ونلاحظ معنًا من معاني هذا الحديث وأننا نتعبد لله في هذا اليوم بهذا الغسل , سواء إعتبرنا ذلك واجب أم أنه مستحب والأظهر أنه إلى الوجوب أقرب .


الحديث(139) :


عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ النَّاسَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ . فَقَالَ : صَلَّيْتَ يَا فُلانُ ؟ قَالَ : لا . قَالَ : قُمْ فَارْكَعْ رَكْعَتَيْنِ .
وَفِي رِوَايَةٍ : فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ .


هذا الحديث الراوي له هو جابر ابن عبد الله , وقد سبقت ثرجمته رضي الله عنه وأرضاه .


موضوع الحديث :


بيان حكم كلام الخطيب يوم الجمعة وبيان صلاة الركعتين لمن دخل المسجد والامام يخطب .

شرح مفردات الحديث :

جاء رجل : هذا الرجل إسمه سليك ابن عمر الغطفاني والمراد أنه جاء إلى المسجد فدخل وجلس والنبي -صلى الله عليه وسلم -يخطب الناس .

والنبي -صلى الله عليه وسلم -يخطب الناس : أي يتكلم فيهم بالموعظة .


فقال له أصليت يا فلان؟: هنا يكنى بكلمة يا فلان عن الرجل والمرأة يكنى عنها فيقال لها : يا فلانة .


المعنى الإجمالى للحديث :


يخبرنا جابر ابن عبد الله رضي الله عنه وعن أبيه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يخطب الناس يوم الجمعة , ولم تكن خطبته -صلى الله عليه وسلم- تجبله عن مراقبتهم في ما يهمهم من أمور دينهم , كان يخطبهم ويعظهم ويوجههم ويحثهم على فعل الخيرات وترك المنكرات , والإستعداد للقاء الله بكلامه الذي لا ينطق عن الهوى , فدخل سليك ابن عمر الغطفاني , دخل المسجد النبوي والنبي-صلى الله عليه وسلم-  يخطب وجلس ليسمع الخطبة , ولم يصل ركعتين تحية المسجد إما لأنه لايعلم حكم صلاة الركعتين لمن دخل المسجد  , أو لأنه يظن أن إستماع الخطبتين أهم من صلاة الركعتين , فأبصره النبي -صلى الله عليه وسلم- فما منعته  خطبة الجمعة واشتغاله عن تذكيره وتعليمه ,
ولذلك سأله أصليت يا فلان ؟ هل صليت؟ خاطبه بذلك لأنه يحتمل أنه قد صلى في جهة من المسجد ولم يره النبي-صلى الله عليه وسلم- فأخبره الرجل أنه لم يصل فأمره النبي-صلى الله عليه وسلم-  فقال له قم فاركع ركعتين , قال ذلك بمشهد عظيم ليعلم الرجل في وقت الحاجة , و ليكون التعليم عاماً لجميع الحاضرين , وأمره أن يتجوز فيهما .


إختلف العلماء في صلاة ركعتين لمن دخل المسجد والإمام والخطيب يخطب هل يصلي تحية المسجد ؟ أو يجلس وينصت للخطبة ؟ .
فذهب الإمام الشافعي وأحمد , وأصحاب الحديث إلى أن المشروع له الصلاة واستدلوا بهذا الحديث وهناك حديث آخر وهو قوله صلى الله عليه وسلم  (إذا جاء أحدكم يوم الجمعة والإمام يخطب فاليركع ركعتين) .


وذهب الإمام مالك وأبو حنيفة إلى أنه يجلس ولا يصلي ركعتين تحية المسجد , إستدلوا بقوله تعالى {وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا } واستدلوا بقوله -صلى الله عليه وسلم- ( إذا قلت لصاحبك أنصت يوم الجمعة فقد لغوت) .

أجاب القائلون باستحباب صلاة ركعتين لمن دخل المسجد بأجوبة منها :


أن هذين الحديثين مخصصين لهذه الآية و للحديث , على فرض إرادة الخطبة بها وكذلك مخصصان للأحاديث الآمرة  للإنصات .

كذلك أجاب الإمام أبو حنيفة والإمام مالك بأجوبة ولكنها ليست قوية لا يركن إليها , ولا يعتمد عليها ولا يعتمد فيها على عدم الاخذ بهذين  الحديثين اللذان إستدل بهما الإمام الشافعي والإمام  أحمد وأصحاب الحديث  


ولذلك قال الإمام النووي في شرح مسلم عند قوله -صلى الله عليه وسلم - (إذا جاء أحدكم والإمام يخطب فاليركع ركعتين وليتجوز فيهما ) قال هذا نص لا يتطرق إليه تأويل ولا أظن عالما يبلغه هذا اللفظ ويعتقده صحيحا ويخالفه .


فوائد الحديث :


1)- مشروعية خطبتي الجمعة وأن هذا من شعارها الذي يلزم الإتيان به , كما فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو محل اتفاق .


2)- إستحباب ركعتي تحية المسجد وتأكدهما لكون النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر بالإتيان بها حتى في هذا الحال ( أثناء خطبة الجمعة ) فإنه قال له قم فاركع ركعتين .


وقد أخذ بعض أهل العلم من هذا الحديث أن تحية المسجد واجبة , وقالوا أن الأمر يفيد الوجوب ,


قال ذلك بعض أهل العلم ومنهم الشوكاني , والذي عليه الكثير وهو الراجح  أن الأمر هنا ليس للوجوب بل الأمر في هذا الحديث لرفع توهم عدم مشروعية الركعتين أثناء الخطبة .


3)- بيان أن الجلوس اليسير الخفيف لا يذهب سنية صلاة الركعتين , وذلك لأن الرجل جلس فأمره النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يقوم ويصلي .


4)- جواز تكلم الخطيب يوم الجمعة مع غيره , وذلك للحاجة أو للمصلحة .

5)- بيان مشروعية تخفيف الركعتين لمن دخل والإمام يخطب يوم الجمعة ولا يزيد عن ركعتين .


6)- بيان أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يسكت عن خطأ يراه في أي حال ولذلك خاطب هذا الرجل , وذلك لبيان أن الكلام من الخطيب مع أحد المأمومين ومخاطبة المأموم للإمام أثناء خطبة الجمعة جائز , وأنه لا حرج له في ذلك إذا كان فيه مصلحة للأمة أو مصلحة للفرد ,


7)- بيان أن أقل من ركعتين لا يكفي تحية المسجد أقل شئ ركعتين .


Cool- مشروعية الإستفسار عن الأمر قبل إنكاره .


إستدل أيضا بعض أهل العلم بهذا  الحديثأن للجمعة فيه سنة قبلية , فهل يدل الحديث على ما يبين أن الركعتين سنة قبلية ؟ لا يدل الحديث إطلاقا وإنما أمر بركعتين مطلقتين فقال صلي ركعتين وظاهر هذا أن هتين الركعتين هما تحية المسجد إذا ليس للجمعة سنة قبيلية .


10)- بيان أن من تأخر عن الجمعة لا يعنف , ولا يشدد عليه في التعنيف إذا فاته شئ من الخطبة , والدليل هذا الرجل الذي جاء متأخراً والنبي-صلى الله عليه وسلم- يخطب فلم يعنفه بل امره بصلاة ركعتين خفيفتين يتجول فيهما .


قد يقول قائل أن النبي -صلى الله عليه وسلم- علم أنه قد كان عنده  شغل وعذر ولكن هذا الكلام بخلاف الأصل والواقع فلم ينقل شئ من ذلك عن النبي-صلى الله عليه وسلم-


11)- لابد من الإنصات للخطيب أثناء الخطبة .


هل يجوز للمأمومين الآخرين أن يُسكتوا من رأوه يتكلم مع الإمام أثناء الخطبة ؟ .


لا يجوز لهم أن يسكتوا من يتكلم مع الإمام أثناء الخطبة بل قال بعض أهل العلم أن تسكيت من يتكلم مع الإمام في الخطبة يوم الجمعة من المحرمات , أي قد يصل إلى درجة التحريم .


الحديث(138) :



عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قال : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ خُطْبَتَيْنِ وَهُوَ قَائِمٌ , يَفْصِلُ بَيْنَهُمَا بِجُلُوسٍ .


الراوي لهذا الحديث هو عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما


موضوع الحديث :


بيان عدد الخطبة يوم الجمعة مع بيان هيئة الخطيب اثناء الخطبة


شرح مفردات الحديث :


كان : فعل ماض .


يخطب : خبرها إذا كان فعلًا مضارعًا فيدل على الإستمرار غالباً .


وهو قائم : أي واقف والجملة في محل نصب على الحال من فاعل يخطيب .


يفصل بينهما بجلوس : يعني بجلسة خفيفة يستريح فيها .


المعنى الإجمالي للحديث :


من المعلوم أن صلاة الجمعة هي مجمع كبير شامل لأهل البلد كلهم , فكان النبي-صلى الله عليه وسلم-  يخطب في هذا اليوم خطبتين , يوجه الناس لما فيه الخير يعظهم ويوحذرهم من الشر ويأمرهم بإلتزام ما جاء في الكتاب والسنة , والبعد عن مخالفة ما جاء فيهما .


فكان صلى-صلى الله عليه وسلم- يأتي بخطبتين في هذا اليوم وهو قائم على المنبر , لأنه أشد أثراً في وعظه و أشمل وأجمع لصوته , وأبلغ في تعليمهم ووعظهم وكان -صلى الله عليه وسلم- إذا فرغ من الخطبة الأولى جلس جلسة خفيفة يستريح فيها ويفصل بها بين الخطبة الأولى والثانية , وهذا كان هديه -صلى الله عليه وسلم- في هذا اليوم , ثم يقوم فيخطب الخطبة الثانية لكي لا يتعب الخطيب  ,ولا يمل السامع , فالنبي  -صلى الله عليه وسلم-  كان يراعي أحوال الناس ويعلم أن فيهم الكبير والمريض وفيهم من هو مشغول بشئ في هذا اليوم  .


فكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يفصل بين الخطبتين يجلس جلسة خفيفة  يستريح هو فيها , ويترك المجال للحاضرين والمستمعين كي يتزود كل منهم بالدعاء  في هذه الجلسة فيدعوا ويستغفر الله ويطلب من الله ما يريده , وما يشتهي من مغفرة الذنوب , ورفعة الدرجات والغفران له ولوالديه ولسائر المسلمين , وأن يعز الله الإسلام والمسلمين , فهو يعطيهم هذه الجلسة الخفيفة حتى يستعيذ نشاطه وقوته   وحتى يعطي الفرصة للحاضرين قد يغتنموا هذه الدقيقة او الدقيقتين  في الدعاء والتضرع لله عزوجل كل واحد يدعوا في نفسه , وأيضا لعله يصادف الساعة التي إذا صادفها الإنسان في هذا اليوم إستجيب له , وهي كما قال أهل العلم أنه من أرجى أن تكون أثناء قيام الخطيب في خطبة الجمعة


فوائد الحديث :


1)- وجوب الخطبتين في الجمعة قبل الصلاة , وأنهما شرطان لصحتها , بعض أهل العلم قال بالجواز و ليس بالوجوب ولكن الوجوب هو مذهب عامة العلماء إذا مشروعية خطبتين ليوم الجمعة وأنهما واجبتين .


2)- إستحباب قيام الخطيب في الخطبتين أي يشرع للخطيب أن يكون قائماً فيهما .


3)-الجلوس اليسير بين الخطبتين للفصل بينهما .


هذا أوجبه بعض أهل العلم , والجمهور على أنه سنة وليس بواجب , أما القيام فقلت لكم بأنه يستحب قيام الخطيب بين الخطبتين , والإمام الشافعي يرى وجوب القيام مع القدرة في الخطبتين .


هذا الحديث الذي ذكرته الآن إختلفت نسخ العمدة في هذا الحديث , ففي بعضها الراوي لهذا الحديث عبد الله ابن عمر , وهذا في صحيح الإمام البخاري بلفظ كان النبي-صلى الله عليه وسلم- يخطب خطبتين يقعد بينهما .


أما لفظ مسلم فقد رواه عن جابر ابن سمرة رضي الله عنه , أنه قال كان للنبي -صلى الله عليه وسلم-  خطبتان يجلس بينهما .


وفي حديث آخر عن عبد الله ابن عمر قال كان رسول الله -صلى الله عليه- يخطب يوم الجمعة قائماً يجلس ثم يقول كما يفعلون الآن .


فكأن المؤلف رحمه الله إعتبر المعنى وإن إختلف اللفظ والراويان لأن إب ن حجر في فتح الباري قال :وللنسائي والدار قطني من هذا الوجه أنه قال كان يخطب النبي-صلى الله عليه وسلم- بين الخطبتين قائما يفصل بجلوس , وغفل صاحب العمدة فعدى هذا اللفظ للصحيحين .


ويقول إبن دقيق العيد هذا اللفظ الذي ذكره المصنف , لم أقف عليه بهذه الصيغة في الصحيحين .


يقول إبن القيم رحمه الله تعالى كان صلى الله عليه وسلم اذا خطب إحمرت عيناه وعلى صوته واشتد غضبه وكان يقصر الخطبة ليطيل الصلاة , ويؤثر الذكر يقصد بذلك الكلمات الجوامع , ويعلم أصحابه قواعد الإسلام وكان -صلى الله عليه وسلم- يشير بالسبابة عند ذكر الله ودعائه , وكان يأمرهم بالدنو والإنصات , وينهى عن تخطي رقاب الناس , وكان إذا فرغ بلال من الأذان شرع -صلى الله عليه وسلم في الخطبة . هذا ما أورده الإمام ابن القيم في هذا الحديث رحمه الله تعالى .


إذا هذا الحديث أورده المؤلف بالمعنى أو بالحديث الذي ذكره ابن حجر وقال أنه للنسائي والدار قطني من هذا الوجه , وكون الخطيب يخطب يوم الجمعة واقفاً أو قائماً لقوله وهو قائم فقد جاء ما يدل على ذلك في القرآن  الكريم في سورة الجمعة


قوله تعالى ( وإذا رأو تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما) دلت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يخطب وهو قايم .


لو إقتصر الخطيب يوم الجمعة على خطبة واحدة؟ هل هذا جائز؟ .


جماهير أهل العلم على عدم إجزائه , وأن من شرط خطبة الجمعة أن تكون خطبتين وأما القول بالإجزاء فهو قول شاذ اأي القول بخطبة واحدة .


ورد عن بعض خلفاء بني أمية أنهم كانوا يخطبون وهم جلوس , ولكن الراجح أن القيام


واجب في أثناء خطبة الجمعة لأن ذلك فعل النبي -صلى الله عليه وسلم - ولأن فعله يكون بياناً لما ورد من الأمر لصلاة الجمعة , فالأفعال النبوية التي تكون بياناً لواجب تأخذ حكم ذلك الواجب فتكون واجبة .


إذا من قال باستحباب القيام قوله مرجوح والأرجح هو القول بوجوب القيام وهو الأظهر .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://mountadamoutoun.forumarabia.com
Admin
Admin
Admin


عدد المساهمات : 266
تاريخ التسجيل : 21/04/2016

باب الجمعة Empty
مُساهمةموضوع: تابع باب الجمعة   باب الجمعة Icon_participate01.01.17 21:43

الحديث(143) :


عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ – رضي الله عنه قَالَ كُنَّا نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْجُمُعَةَ ثُمَّ نَنْصَرِفُ ، وَلَيْسَ لِلْحِيطَانِ ظِلٌّ نَسْتَظِلُّ بِهِ 
وَفِي لَفْظٍ كُنَّا نُجَمِّعُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذَا زَالَتْ الشَّمْسُ ثُمَّ نَرْجِعُ فَنَتَتَبَّعُ الْفَيْءَ .

اليوم درسنا في شرح كتاب عمدة الأحكام وقد وصلنا في شرحنا إلى باب الجمعة   وعرفنا أن للجمعة آداب وخصائص اختص بها من بين سائر أيام الأسبوع .
عند الشيخ 136
الراوي لهذا الحديث هو سلمة ابن عمر ابن سنان الأسلمي رضي الله عنه , والأكوع لقب لجده سنام رضي الله عنه وأرضاه  .
وكان سلمة رضي الله عنه مشهوراً بالشجاعة وكان عداءاً يسبق الخيل, وأول مشاهده مع النبي-صلى الله عليه وسلم- غزوة الحديبية وبايع النبي-صلى الله عليه وسلم- فيها على الموت مرتين أو ثلاثا واستنقذ لقاح(العير) النبي-صلى الله عليه وسلم- من أربعين رجلا من غطفان أغاروا عليها فلحقهم حتى أدركهم وجعل يرميهم ويرتجز .


وهويقول : خذها وأنا ابن الأكوع ***واليوم يوم الرضع


حتى افتكها واستلب منهم ثلاثين بردة ورمحا فأعطاه النبي -صلى الله عليه وسلم- سهمين وتوفي في المدينة سنة 74 بالمدينة رضي الله عنه وأرضاه .


موضوع الحديث :


بيان متى كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الحمعة .


شرح مفردات الحديث :


كان من أصحاب الشجرة : أي الذين بايعوا النبي -صلى الله عليه وسلم- تحت الشجرة وهذه الشجرة كانت في الحديبية بايع النبي -صلى الله عليه وسلم- الصحابة تحتها على ألا يفيروا وذلك حينما أرسل عثمان إلى قريش بمكة , أرسله لكي يفاوضهم , وأشيع بين الناس أن المشركين قتلوا عثمان رضي الله عنه , فأنزل الله فيهم {لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة} .
وكانوا أكثر من (1400 رجل) رضي الله عنهم جميعا , ولم يتخلف عنها إلا الكد بن قيس وكان ذلك في ذي القعدة سنة (6 من الهجرة) .


وقد أخفى الله مكان الشجرة وروي أن عمر رضي الله عنه وأرضاه أمر بقطعها فقطعت فلم يعلم مكانها حتى الآن ولله الحمد والمنة , وإلا كانت عبدت واتخذها الناس صنما   يعبد من دون الله  وهذا من حكمة الله عزوجل أنه أخفاها وانبترت إلى يومنا هذا .


ننصرف : إلى بيوتنا بعد الصلاة .


للحيطان : أي للجدران .


ظل نستظل به : ظل نتفئ به الشمس أي  ظل نتقي به الشمس , والسبب أن ظلها قصير لا يقي من الشمس .


وفي لفظ كنا نجمع : أي نصلي الجمعة . 


إذا زالت الشمس : مالت الشمس عن وسط السماء نحو المغرب .


نتبع الفئ : أي نتطلب الفئ ونمشي فيه , والفئ هو الظل بعد زوال الشمس سمي  بهذا الإسم لرجوعه بعد ضوء الشمس .


في هذا الحديث يخبرنا الصحابي الجليل سلمة ابن الأكوع رضي الله عنه عن وقت صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم- صلاة الجمعة فيذكر على ما يدل أنه كان يبادر إلى لصلاة الشمس من حين زوال الشمس حتى إنهم ينصرفوا من الصلاة إلى بيوتهم والأفياء قصيرة أي الظل قصير وكانوا رضي الله عنهم وأرضاهم من شدة الحر يتتبعون  الفئ ليمشوا فيه , وليس للحيطان ظل طويل يستظلون به كأنه لا يوجد إلا للحيطان الطويلة فلذلك كانوا يتتبعونها .


وهذا يبين لنا ما كان صحابة النبي-صلى الله عليه وسلم- وحالهم وبيوتهم رضي الله عنهم وأرضاهم كان يتخذون ما يظلهم من البرد والحر ولا يبالغون في البنيان والعمارات , وإنما كانوا يكتفون بما يقيهم من البرد والحر ويتزودون ليوم الميعاد .


ولما ذهب أحد الصحابة إلى بيت أبي ذر ونظر يمنة ويسرة ولم يجد فيه شيئا , قال أين متاعك يا أبي ذر؟ قال إن لنا دارا ننقل إليها متاعنا أولا بأول , وكان يقصد رضي الله عنه بالمتاع الدار الآخرة .
فيتزودون بهذه الدار وينقلون إليها الأعمال الصالحة التى ستكون هي أنيسهم في قبورهم .


سلمة ابن الأكوع وهو كما قلت لكم من أهل بيعة الرضوان , ذكر لنا في هذا الحديث صلاة رسول الله – صلى الله عليه وسلم- في صلاة الجمعة .


فوائد الحديث :


1)- مشروعية المبادرة لصلاة الجمعة حين الزوال حتى في شدة الحر, فكان يبكر بصلاة الجمعة سواء كان ذلك في فصل الشتاء أو في فصل الصيف , إذا حديث الإبراج الوارد خاص بصلاة الظهر .


2)- إتقاء الإنسان لما يؤذيه من حر أوبرد , ولا يعد ذلك من الترف المذموم .


3)- ميزة أصحاب الشجرة  المراد بهم الذين بايعو النبي – صلى الله عليه وسلم- في صلح الحديبية .


4)- بيان فضيلة سلمة ابن الأكوع فقد كان من أهل بيعة الرضوان .


5)- حرص الصحابة على الإستمرار في صلاة الجمعة مع النبي – صلى الله عليه وسلم-  ولو قدموا من أماكن بعيدة .


6)- جواز صلاة الجمعة قبل الزوال , فقد كان الصحابة ينصرفون وليس هناك ظل يستظلون به .


7)- واستدل بهذا الحديث على جواز صلاة الجمعة قبل الزوال , واستدل  أيضا به على عدم جواز صلاة الجمعة قبل الزوال .
قال الذين استدلوا به على الجواز (صلاة الجمعة قبل الزوال) قالوا و ليس للحيطان ظل نستظل به معناه أنهم صلوا الجمعة قبل الزوال , لأنه لا يوجد ظل إلا بعد الزوال وتوسط الشمس في كبد السماء , فدل ذلك على أنه قد خطب وصلى قبل زوال الشمس .


والآخرين الذين قالوا بعدم الجواز ( عدم جواز الصلاة إلا بعد الزوال) إستدلوا بقوله كنا نجمع إذا زالت الشمس دليل واضح على أن الصلاة إنما تكون بعد زوال الشمس , فيه أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا  بعد صلاة الجمعة لا يلبثون في مساجدهم .


وقوله رضي الله عنه نتتبع الفئ أي الظل ففيه مشروعية أن يحرص الإنسان على نفسه , فيبعدها عما يؤذيها فإن الشمس إذا كانت شديدة ملتهبة تؤذي , لهذا كان  الصحابة رضي الله عنهم حرصين كل الحرص عن الإبتعاد عنها , وهذا الحكم عام في جميع الأزمان وهو إستحباب حماية النفس عن كل ما يوقعها في الضرر والشر .


إختلف العلماء رضي الله عنهم في وقت صلاة الجمعة هو آخر وقت الظهر, واختلفوا في  إبتداء وقتها , والأئمة الثلاثة وقتوها بزوال الشمس , واستدلوا بما رواه البخاري عن أنس رضي الله عنه قال كان النبي – صلى الله عليه وسلم- يصلي الجمعة حين تميل الشمس .


وذهب الإمام أحمد في المشهور عنه إلى دخول وقتها بقدر دخول وقت صلاة العيد واستدل رضي الله عنه بأدلة منها أن النبي – صلى الله عليه وسلم- كان يصلي الجمعة ثم نذهب إلى جمالنا فنريحها حين تزول الشمس .


الجمهور طبعا ما سكتوا ردوا عليهم ووضحوا لهم ما ورد في الأحاديث , قال الشوكاني ولا ملجأ إلى التأويلات المتعسفة التي قال بها الجمهور عموما .


لابد أن نعلم أن الأفضل لصلاة الجمعة أن تكون بعد الزوال فهذا الغالب من فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- ولأنه هو الوقت المجمع عليه بين العلماء , إلا أن يكون ثمة حاجة إلى صلاتها قبل الزوال كأن يكون الحر شديد , وليس عندهم ما يستظلون به من الحر أو يريدون مثلا الخروج إلى الجهاد قبل الزوال فلا بأس من صلاتها قبل الزوال .


إذا هذا هو القول الوسط يجوز صلاة الجمعة قبل الزوال إذا كانت حاجة إلى ذلك والأفضل والأكمل ما كان الرسول – صلى الله عليه وسلم- مواضب عليه وهو صلاة الجمعة قبل الزوال .


الحديث(144) :


عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي صَلاةِ الْفَجْرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ : (الم (1) تَنْزِيلُ ) السَّجْدَةَ وَ : (هَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ ) .

عند الشيخ137


هذا الحديث الراوي له أبو هريرة رضي الله عنه وأرضاه وقد سبقت ثرجمته .


موضوع الحديث :


بيان ما كان يقرأ به الرسول– صلى الله عليه وسلم-  في فجر صلاة يوم الجمعة .


شرح مفردات الحديث :


كان : يقولون بأن كان فعل ماض ناقص ترفع الإسم فيصير إسمها وتنصب الخبر ويصير خبرها , إذا كان خبر كان فعل مضارع دلت على الإستمرار غالبا .


فكان النبي– صلى الله عليه وسلم-  يقرأ في فجر يوم الجمعة ( الم ) سورة السجدة
والثاني (وهل أتى على الإنسان) سورة الإنسان .


فكان من عادة النبي– صلى الله عليه وسلم-  أن يقرأ في فجر يوم الجمعة بسورتي السجدة والإنسان , فيقرأ في الركعة الأولى بعد الفاتحة سورة السجدة كاملة وفي الركعة الثانية بعد الفاتحة الإنسان كاملة


وذلك لإشتمالهما على مبدأ الخلق وغايته  وهو كائن في يوم الجمعة فيفيه تم خلق السموات والأرض , وفيه خلق آدم  , وفيه أخرج آدم من الجنة ليكون نسله في الأرض  , وفيه تقوم الساعة , فيكون البعث والجزاء ,  وهكذا ينبغي للإمام أن يقرأ بسورتي السجدة  و الإنسان ليكون تذكيرا للناس بهذه الأمور تذكيرا بتلك الحال من ذكر خلق آدم  ويوم المعاد وحال العباد وكل مايكون في هذا اليوم العظيم .

فوائد الحديث :


1)- مشروعية قراءة هتين السورتين في صلاة الفجر يوم الجمعة , يقرئان كاملتان في كل ركعة سورة ليتذكر الإنسان ما كان وما سيكون .


2)- بيان إستمرار النبي - صلى الله عليه وسلم-  في قراءة هتين السورتين فجر يوم الجمعة وقالوا بأنه لا حرج أن يستمر في ذلك الإنسان , ولا يعتقد أنهما واجبتان وأن الصلاة تبطل إذا صلى بغيرهما فإنما هما سنة عن النبي– صلى الله عليه وسلم- .


3)- صلاة الفجر يجهر بالقراءة فيها .


4)- قراءة السور المماثلة لهتين السورتين مشروع وهو السنة .


5)- يقرأ في الركعة الأولى بسجدة كاملة , وفي الركعة الثانية بسورة الإنسان كاملة .

إبن دقيق العيد يقول وفي المواضبة على ذلك دائما أمر آخر( آي قراءة سورتي السجدة والإنسان) وهو أنه ربما إعتقد الجهال أن ذلك فرض في فجر يوم الجمعة , فإذا إنتهى الأمر بالناس أن يعتقدوا هذه المفسدة  , فينبغي أن تترك في بعض الأوقات دفعا لهذه المفسدة .


ولكن تعقبه الإمام الصمعاني فقال : أنه يتعين إشاعة السنن وتعريف الجاهل لما يجهله وإعلامه بالشريعة , ولا تترك السنة مخافة جهلها , وما ماتت السنن إلا خيفىة العلماء من الجهال وليس بعذر فإن الله أمر بإبلاغ الشرائع .


المهم أننا نعلم أن قراءة هتين السورتين في فجر يوم الجمعة هو السنة .


تم بحمد الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://mountadamoutoun.forumarabia.com
 
باب الجمعة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي شرح المتون العلمية تحت اشراف فضيلة الشيخ أبو أحمد شحاته الشريف  :: الدورات العلمية تحت اشراف الشيخ أبو احمد شحاته الشريف :: شرح عمدة الاحكام :: التفريغات-
انتقل الى: