منتدي شرح المتون العلمية تحت اشراف فضيلة الشيخ أبو أحمد شحاته الشريف
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
حياكم الله و بياكم و جعل الجنة مثوانا و مثواكم
الدرس الخامس 97143_10
منتدي شرح المتون العلمية تحت اشراف فضيلة الشيخ أبو أحمد شحاته الشريف
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
حياكم الله و بياكم و جعل الجنة مثوانا و مثواكم
الدرس الخامس 97143_10



 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

االسلام عليكم و رحمة الله و بركاته

جدول دورات الشيخ في الغرفة الصوتية أمنا خديجة: دورة حفظ و شرح متن الجزرية بالاجازة الاربعاء 22.30 مكة **دورة الاصول الثلاثة بلاجازة الخميس 20.30 مكة ** دورة الاربعين االنووية بالاجازة الجمعة 20.30 تونس ** دورة شرح رسالة شروط الصلاة و اركانها وواجباتها بالاجازة السبت 20.30 مكة ** دورة تفسير القران الكريم ابتداء من جزء عم الثلاثاء 22.30مكة





الدرس الخامس 121210

الدرس الخامس 131310

 

 الدرس الخامس

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


عدد المساهمات : 266
تاريخ التسجيل : 21/04/2016

الدرس الخامس Empty
مُساهمةموضوع: الدرس الخامس   الدرس الخامس Icon_participate24.07.16 6:18

الدرس الخامس الاصول الثلاثة
تفريغ الطالبة : ام عبد الحميد


بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من اهتدى بهداه.
سبحانك لا علم لنا إلاّ ما علّمتنا إنّك أنت العليم الحكيم.
سبحان ربّك ربّ العزّة عمّا يصفون و سلام على المرسلين و الحمد لله ربّ العالمين.
و بعد
فدرسنا اليوم بإذن الله تعالى في شرح متن الأصول الثلاثة. لقد وصلنا في شرحنا لهذا المتن المبارك إلى قول المؤلّف (رحمه الله تعالى):" اعلم رحمك الله أنّه يجب علينا تعلّم أربع مسائل: الأولى، العلم. و هو معرفة الله و معرفة نبيّه و معرفة دين الإسلام بالأدلّة.و تكلّمنا عن العلم و عرفنا ما هو العلم. المؤلّف (رحمه الله تعالى ) يبيّن: أنّه يجب و يلزم كلّ فرد من الأفراد المكلّفين ذكرا كان أو أنثى، حرّا كان أو عبدا أن يتعلّم أربع مسائل. هذه المسائل لا بدّ وأن نبرهن عنها بالعلم، العلم الذي يجب على كلّ مكلّف أن يتعلّمه  و هو ما لا يعذر أحد بتركه. هناك علم لا يعذر أحد بتركه؛ لا بدّ أن يعرف ذلك و أن يتعلّمه؛ سواء كان ذكرا أو أنثى حرّا أو عبدا. من هذا العلم الذي يجب أن يتعلّمه كلّ مسلم و مسلمة هذه المسائل الأربعة التي نبّه عليها المؤلّف و قال:" و هي معرفة الله بالأدلّة ، و معرفة رسوله ( صلّى الله عليه و سلّم). و العلم إذا أطلق المراد به العلم الشّرعي الذي يستفيد من معرفته كلّ مكلّف.هو ما يجب على المكلّف في أمر دينه. لأنّ العلم الشّرعيّ ينقسم إلى قسمين: فرض عين و فرض كفاية.
الفرض عين هو ما ذكره المؤلّف( رحمه الله تعالى): و هو ما لا يعذر أحد بالجهل به. فلا بد للمسلم أن يطلب من العلم ما يقوم به دينه و ما لا يسعه جهله من معرفة الله و معرفة رسوله صلّى الله عليه و سلّم و معرفة دين الإسلام؛ و أن يتعلّم ما يرفع به الجهل عن نفسه. معرفة الهدي بدليله فيجب عليه أن يتعلّم ما يرفع به الجهل عن نفسه بأن يعرف توحيد الله و العبادة؛ أن يعرف حقّ الله تعالى و أنه يجب عليه أن يخلص في العبادة لله وحده لا شريك له؛ أن يعرف كيف يصلّي، كيف يصوم، كيف يحجّ، كيف يؤدّي الزّكاة إن كان من أهل الزّكاة. أن يعلم أنّ السجود و الدّعاء و النّذر و الذّبح و الخوف و الخشية و الإنابة كلّ هذه يجب أن تصرف لله، لا تصرف لأحد غير الله جلّ جلاله. هذا ما يجب على المسلم أن يعرفه. و هناك فرض عين من العلم يجب عليه أن يتعلّمه.
و قد عرفنا في الدّرس الماضي أنّ الإيمان بالله أو معرفة الله تتضمّن الإيمان بالله و الإيمان بالله يتضمّن أربعة أمور:- الإيمان بوجود الله تعالى.- الإيمان بربوبية الله تعالى.- الإيمان بألوهية الله تعالى.- الإيمان بأسماء الله و صفاته. لا بدّ من معرفة هذه الأمور الأربع.
أن يعلم كلّ مسلم و مسلمة أنّ الإيمان يتضمن الإيمان بوجود الله و أنّه يتضمّن الإيمان بربوبيّة الله سبحانه و تعالى . .و كذلك الإيمان بأسمائه و صفاته أي بإثبات ما أثبته الله لنفسه في كتابه أو أثبته له رسوله صلّى الله عليه و آله سلّم في سنّته من الصّفات على الوجه اللّائق به سبحانه و تعالى من غير تحريف و لا تعطيل و لا تكييف و لا تمثيل كما قال جلّ في علاه:" و لله الأسماء الحسنى فادعوه بها" إذا المسألة الأولى هي العلم و هي معرفة الله.
أنتم طلبتم في الدّرس الماضي أن نأخذ بالتّفصيل أو نتكلّم بالتّفصيل عن توحيد الإلهية. فلنبيّن هذا الأمر؛ قد نكون جميعا بحاجة إليه. الجميع بحاجة إلى أن يعرف توحيد الإلوهية بشيء من التّفصيل و هو كما ذكرت لكم داخل تحت الإيمان بالله تعالى. فمعرفة الله تكون بالقلب، بأن يعلم المسلم بقلبه معتقدا اعتقادا جازما لا شكّ فيه أنّ الله عزّ و جلّ ربّه، هذه المعرفة تستلزم من كلّ واحد من المكلّفين القبول بشرعه و الإذعان و الانقياد و التسليم لحكمه فيجب على كلّ مسلم و مسلمة أن يعرف ربّه؛ فيعرف ربه بأفعاله فيعرف أنّ ربّه هو الذي خلقه و هو الذي رزقه و هو الذي ربّاه بنعمه و أنّ الله خلق جميع المخلوقات و هذا ما يقول عنه علماء التّوحيد بأنّه توحيد الرّبوبية و هو توحيد الله بأفعاله فالرّزق و الخلق و التّدبير هذا كلّه من أفعال الله جلّ جلاله.
أمّا توحيد الألوهية فهو توحيد الله بأفعال العباد؛ فهو أن تعلم بأنّه لا يستحقّ العبادة إلاّ الله. لا تصرف العبادة إلاّ لله. لا تصرف لملك مقرّب، و لا لنبيّ مرسل، و لا لوليّ، و لا لأيّ بشر كائنا من كان. فالعبادة حقّ خالص لله؛ و لذلك قال الله لنبيّه صلّى الله عليه و سلّم:" فاعلم أنّه لا إله إلاّ الله"،" فاعلم أنّه لا إله إلاّ الله": فبدأ بالعلم قبل القول و العمل.
توحيد الألوهيّة من أشرف العلوم إذ عليه يتوقّف سعادة العبد في الدّنيا و الآخرة؛ فحاجة الإنسان لهذا العلم فوق كلّ حاجة، إذ لا سعادة و لا راحة و لا طمأنينة إلاّ بمعرفة العبد لربّه الذي لا إله غيره بل إنّ حاجة الإنسان لهذا العلم أعظم من حاجته للطّعام و الشّراب و الدّواء إذ أنّ آخر ما يقدّر على العبد في هذه الحياة هو الموت هو موت الجسد... موت الجسد؛ أمّا فقدان هذا العلم و هو توحيد الله: هذا العلم فقدانه يترتّب عليه موت القلب، الذي لا حياة بدونه و لا حياة للإنسان بدون معرفته لربّه و توحيده، هو حياة قلبه. فلو كان الجسد مريضا لا يستطيع الحراك و لكن القلب معلّق بالله عارفا بربّه يتوكّل عليه و ينيب إليه و يخلص له العبادة  و يأنس به، فلا شكّ أنّ العبد يكون في سعادة ما بعدها من سعادة. قبول الأعمال في هذه الدّنيا متوقّف على توحيد الألوهية على تحقيق التّوحيد و تمامه كما أنّ نجاة العبد متوقّفة على تحقيق التّوحيد و قد جاءت النّصوص تدلّ على ذلك، بأنّه لا يدخل الجنّة إلاّ موحّد و أنّه لا يخلد في النّار موحّدا، فعندما سؤل النّبيّ( صلّى الله عليه و سلّم) : من أسعد النّاس بشفاعتك؟ قال:" أسعد النّاس بشفاعتي من قال لا إله إلاّ الله، خالصا من قلبه." هذا هو عنوان السّعادة؛ توحيد الألوهيّة، و هو إفراد الله تعالى بأفعال العباد التي يفعلونها على وجه التّقرّب المشروع. نعم فمن كان قلبه عارفا بربّه و أنّه يجب أن تصرف إليه العبادة هذا هو أسعد النّاس بشفاعة النّبيّ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ). من قال لا إله إلاّ الله، خالصا من قلبه. أن يعبد الله لاّ يشرك به شيئا أن يعلم أنّ العبادة حقّ خالص لله جلّ جلاله. النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم بيّن هذا الحقّ فقال:" أمرت أن أقاتل النّاس حتّى يشهدوا أن لا إله إلاّ الله و أنّ محمّدا رسول الله." و يقول: من كان آخر كلامه لا إله إلاّ الله، دخل الجنّة. فالقرآن كلّه في بيان هذا الأمر من التّوحيد بل إنّ غالب سوره متضمّن لأنواع التّوحيد الثلاثة التي أمر الله بها في كتابه. نعم و هو معنى شهادة أن لا إله إلاّ الله. توحيد الألوهية هو معنى شهادة أن لا إله إلاّ الله. فمعناها أن لا معبود بحقّ إلاّ الله. فكلّ معبود غير الله فعبادته باطلة...عبادته باطلة لا يقبلها الله بل هي مردودة على صاحبها فيجب على كلّ مكلّف أن يعترف و يوقن أنّ العبادة حقّ خالص لله جلّ جلاله. طيّب، من قال لا إله إلاّ الله موقنا بها و لكنّه يقول أنا أتّخذ هؤلاء الصّالحين وسائط أتقرّب بهم إلى الله جلّ جلاله. فأنا ملطّخ بالذّنوب و المعاصي و أستحي أن أتوجّه مباشرة إلى الله، فما دام الأمر كذلك فلماذا لا أتّخذ هؤلاء الصّالحين الأتقياء الأنقياء وسائط بيني و بين الله؟ نقول له: إنّ الله لا يحتاج إلى أن تجعل بينك و بينه واسطة. فالله عزّ و جلّ أقرب إليك من حبل الوريد و هو الذي أمرك فقال:" و إذا سألك عبادي عنّي فإنّي قريب أجيب دعوة الدّاعي إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلّهم يرشدون." بل إنّ من أعظم ما أنكره النّبيّ( صلّى الله عليه و سلّم ) على المشركين هو هذا الأمر.أنّهم يعترفون بأنّ الله هو الخالق الرّازق المدبّر و أنّه يجب أن تصرف إليه العبادة و لكنّهم قالوا ما نعبد هؤلاء الآلهة أو هؤلاء الصّالحون إلاّ ليقرّبونا إلى الله زلفا فكانت حجّتهم أنّهم طاهرون مطهّرون و نحن نتّخذهم وسائط بيننا و بين الله حتّى يشفعوا لنا عند ربّنا فأنكر الله عليهم ذلك و ردّ عليهم صنيعهم و بيّن لهم أنّ هذا هو الشّرك بعينه الذي لا يقبله الله الذي قال عنه: "أنا أغنا الأغنياء عن الشّرك. فمن أشرك معي غيري تركته و شركه." فإفراد الله بالعبادة يستلزم منك أيّها المسلم أن تكون عبدا لله، يستلزم منك أن تصرف جميع العبادات لله وحده لا شريك له فلا يعبد و لا تعبد إلاّ الله يجب أن تفرد الله بالعبادة و التّألّه و العبادة مبنية على أمرين عظيمين لا بدّ من تحقيقهما. العبادة..أنت عبد لمن؟ - عبد لله. فإذا كنت حقّا تستشعر هذا المعنى و تعلم أنّك عبد لله فيستلزم منك هذه العبوديّة أن تعظّم هذا الإله و أن تحبّه من قلبك. فالعبادة مبنية على أمرين المحبّة و التّعظيم فأنت تعبد الله حبّا و رجاءا في ما عنده من الثّواب و الدّار الآخرة و خوفا من عذابه و عقابه إن خالفت أمره و وقعت في نهيه. إذا توحيد الألوهيّة هو الاعتراف بأنّ الله ذو الألوهيّة و العبوديّة على خلقه أجمعين. أن تفرد الله وحده بالعبادة كلّها و أن تخلص الدّين لله وحده فهو مبنيّ على إخلاص التّألّه لله تعالى محبّة و خوفا، رجاءا و توكّلا، رغبة و رهبة، دعاءا و إنابة. إخلاص العبادات كلّها ظاهرها و باطنها لله وحده لا شريك له.
لا تجعل في عبادتك شيئا لغير الله لا لملك مقرّب و لا لنبيّ مرسل فضلا عن غيرهما. هذا التّوحيد هو أوّل واجب على المكلّف، هذا التّوحيد هو أوّل دعوة الرّسل، هذا التّوحيد هو معنى قول لا إلاه إلاّ الله. فإنّ الإله هو المألوه المعبود بالمحبّة و الخشية و الإيلاذ .
و جميع أنواع العبادات و لأجل هذا التّوحيد خلقت الخليقة كما جاء في سورة الذّاريات قوله تعالى:" و ما خلقت الجنّ و الإنس إلاّ ليعبدون" معنى يعبدون أي يوحّدون. من أجل هذا التّوحيد أرسلت الرّسل، من أجل هذا التّوحيد أنزلت الكتب، من أجل هذا التّوحيد افترق النّاس إلى مؤمنين و كفّار إلى سعداء و أشقياء، إلى أصحاب الجنّة فريق في الجنّة و فريق في السّعير. فهو الذي دعت إليه الرّسل، بل كانت العداوة بين الرّسل و أقوامهم بسبب دعوتهم إلى توحيد الإلهية فإنّهم أنكروا عليهم ذلك أنكرت الأمم على الأنبياء ذلك لأنّهم كانوا يعترفون بتوحيد الرّبوبية و إنّما كانوا يتّخذون من دون الله أندادا يشركونهم في العبادة مع الله و يعتقدون أنّ هؤلاء الصّالحين من الأنبياء و غيرهم يعبدونهم على جهة التّقرّب إلى الله و على جهة اتّخاذهم وسائط و شفعاء عند الله زعما منهم أنهم لا تقضى لهم حاجة و لا يسمع لهم دعاء و لا تفتّح لهم أبواب السّماء إلاّ بشفاعة هؤلاء الوسطاء. كما قال جلّ في علاه:" و قالوا لا تذرنّ آلهتكم و لا تذرنّ ودّا و لا سواعا و لا يغوث و يعوق و نسرا" جاء في صحيح الإمام البخاري عن ابن عبّاس رضي الله عنهما أنّه قال: أنّ هذه أسماء قوم صالحين من قوم نوح لمّا ماتوا، لمّا مات هؤلاء الصّالحون عكف النّاس على قبورهم ثمّ صوّروا لهم تماثيل فلمّا طال عليهم الأمد عبدوهم و عبدوا هذه الأصنام من دون الله و جعلوهم  وسائط بينهم و بين الله. كانوا في البداية لا يعبدونهم بل كانوا يقولون نتذكّر ما كانوا يأمروننا به و ما كانوا ينهوننا عنه فنفعل كما كانوا يفعلون و نتأسّى بهم فلمّا طال عليهم الأمد و انقرض هذا الجيل جاء الجيل الذي يليه و أوحى لهم الشّيطان أنّ من كان قبلكم كانوا يتّخذونهم وسائط بينهم و بين الله لأنّهم أنفاسهم طاهرة و هم أناس صالحون يتقرّبون بهم إلى الله من هنا دخل الشّرك على بني آدم. فلذلك جاءت الأحاديث تبيّن أنّ بداية الشّرك هو اتّخاذ الصّالحين وسائط ما بين الخلق و خالقهم و لهذا عليّ بن أبي طالب  كما في حديث أبي هيّاج الأسدي في صحيح مسلم أنّه قال له:" ألا أبعثك على ما بعثني به رسول الله صلّى الله عليه و سلّم أمرني أن لا أدع قبرا مشرفا إلاّ سويته و لا تمثالا إلاّ طمسته و في الصّحيحين أنّ النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم قال:" لعن الله اليهود و النّصارى اتّخذوا قبور أنبياءهم مساجد." تقول عائشة رضي الله عنها و أرضاها:" يحذّر ما فعلوا قالت و لولا ذلك لأبرز صلّى الله عليه و سلّم قبره و لكن كره أن يتّخذ مسجدا يعبد من دون الله." في صحيح مسلم أنّ النّبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم قبل أن يموت بخمس قال:" إنّ من كان قبلكم كانوا يتّخذون قبور أنبيائهم و صالحيهم مساجد. كانوا إذا مات فيهم الرّجل الصّالح بنوا على قبره مسجدا و صوّروا فيه تلك التّصاوير أولائك  شرار الخلق عند الله يوم القيامة. و قال صلّى الله عليه و آله و سلّم:" كلّ مولود يولد على الفطرة  أبواه يهوّدانه أو ينصّرانه أو يمجّسانه" أنظروا إلى هذا الحديث و تأمّلوا فيه جيّدا: كلّ مولود يولد على الفطرة، ماذا بعد ذلك؟ أبواه يهوّدانه أو ينصّرانه أو يمجّسانه لم يقل صلّى الله عليه و سلّم أو يسلمانه لماذا؟ لأنّه في الأصل مولود على الفطرة و الفطرة هي دين الإسلام؛ الفطرة الحقّ هي التّوحيد؛ الفطرة هي ما فطر عليه العبد و جبل عليه من توحيد الله جلّ جلاله. و لذلك جاء في رواية: يولد على هذه الملّة. و قال صلّى الله عليه و آله و سلّم:" في ما يرويه عن رب العزة جلّ و على خلقت عبادي حنفاء يعني منحرفين عن الشّرك إلى التّوحيد فجاءتهم الشياطين فاجتالتهم أو في رواية فاجتالتهم الشياطين. علم من ذلك أنّ الفطرة التي يولد عليها الإنسان، هي توحيد الله. التّوحيد هو المطلوب، توحيد الإلهية و توحيد الإلهيّة يتضمّن توحيد الرّبوبيّة، قال تعالى:" فأقم وجهك للدّين حنيفا( أنظروا: فأقم وجهك للدّين حنيفا) فطرة الله التي فطر النّاس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدّين القيّم و لكنّ أكثر النّاس لا يعلمون.
توحيد الألوهيّة، جاء الأمر به في كتاب الله بأساليب متعدّدة و متنوّعة حتّى يلفت انتباه المكلّف و المسلم إلى أهمّيّة هذا التّوحيد. فمن هذه الأساليب التي جاء بها القرآن ليلفت انتباهك أيّها المسلم و أيّتها المسلمة إلى أن تنتبهوا إلى أنّ التّوحيد هو أهمّ ما يجب عليكم أن تتعلّموه و تعرفوه و تحقّقوه في حياتكم حتّى تفوزوا برضا ربّكم و تفوزوا بجنّة الله جلّ و على أن تتعلّموه و تعلّموه أبناءكم و تعلّموه أهليكم و تعلّموه كلّ من تعرفونه حتّى تنجوا بأنفسكم ثمّ تأخذون بيد من حولكم إلى هذا النّور و هذا التّوحيد الذي جاءت به رسل الله هذه الأساليب التي جاء بها القرآن ليلفت أنظار النّاس إلى التّوحيد، التّنديد بما يتّخذه النّاس من آلهة يعبدونها من دون الله و إظهار عجز هذه الآلهة و أنّها لا تملك لنفسها فضلا عن غيرها نفعا و لا ضرّا، إظهار ما هي عليه من العجز الشّنيع و الفقر البالغ و الغفلة عمّن يدعونهم و يفزع إليهم. موضّحا هذا و منبّها إليه حتّى يلفت أنظارنا إلى هؤلاء الذين يدعون من دون الله آلهة غيره لا يملكون لأنفسهم نفعا و لا ضرّا فضلا عن أن يملكوا لغيرهم أو أن ينفعوا غيرهم أو أن يكونوا يقدّموا لهم أدنى أنواع النّفع في يوم لا ينفع فيه مال و لا بنون إلاّ من أتى الله بقلب سليم فيقول جلّ في علاه أيشركون من لا يخلقون شيئا و هم يخلقون و من لا يستطيعون لهم نصرا و لا أنفسهم ينصرون وإن تدعوهم إلى الهدى لا يتّبعوكم سواء عليكم أدعوتموهم أم أنتم صامتون إنّ الذين تدعون من دون الله (استمعوا) عباد أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين ثمّ بعدها يبيّن؛ ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم ءاذان يسمعون بها قل أدعوا شركاءكم ثمّ كيدوني فلا تنظرون". هكذا يبيّن جلّ و على و يوضّح لمن يعبدون هؤلاء من دون الله؛ تأمّلوا أنظروا إلى حالهم هم في قبورهم موتى أحوج ما يكونوا إلى الدّعاء إلى من ينفعهم و يدعو لهم إلى من يطلب لهم المغفرة و الرّحمة لا يستطيعون أن يقدّموا لكم نفعا بل هم محتاجون إلى دعائكم، أي أنّ الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم؛" فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم ءاذان يسمعون بها قل ادعوا شركاءكم ثمّ كيدوني فلا تنظرون" ثمّ قال جلّ و على أيضا :" و الذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا و هم يخلقون أموات غير أحياء و ما يشعرون أيّان يبعثون"؛ في قبورهم أموات غير أحياء و ما يشعرون أيّان يبعثون، فلماذا تدعونهم، لماذا تتقرّبون إليهم إذا كانوا هم محتاجون إلى دعائكم و أن تتقرّبوا إلى أن الله عزّ و جلّ برفع أيديكم بأن ينوّر قبورهم و يخفّف عنهم ما هم فيه. و الذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون. أموات غير أحياء و ما يشعرون أيّان يبعثون" ثمّ قال:" و يعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقا من السماوات و الأرض شيئا و لا يستطيعون" و يقول أيضا:" قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضرّ عنكم و لا تحويلا أولائك الذين يدعون يبتغون عند ربّهم الوسيلة أيّهم أقرب و يرجون رحمته و يخافون عذابه إنّ عذاب ربّك كان محذورا". و يقول:" يا أيّها النّاس ضرب مثل فاستمعوا له إنّ الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له و إن يسلبهم الذّباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطّالب و المطلوب". و أيضا وردت آيات و آيات في هذا المعنى كثيرة تبيّن أنّ هؤلاء الذين تدعونهم و تتقرّبون إليهم لا يملكون لأنفسهم و لا لغيرهم نفعا و لا ضرّا. كلّ هذا من الآيات التي ذكرتها مئات الآيات في القرآن مثلها؛ كلّها تندّد على هؤلاء اللذين يتّخذون الأولياء و الصّالحين أندادا يعبدونهم من دون الله أو يتّخذونهم وسائط و شفعاء بينهم و بين الله جلّ جلاله فلذلك نرى أنّ الله عزّ و جلّ يبيّن و يقول:" أرأيتم ما تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السّماوات إيتوني بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم إن كنتم صادقين و من أضلّ ممّن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة و هم عن دعائهم غافلون و إذا حشر الناّس كانوا لهم أعداء و كانوا بعبادتهم كافرين هذه كلّها تبيّن بيانا شافيا كافيا حال هذه الآلهة الباطلة من العجز و المهانة أو من العجز عن تلبية حاجات من يدعونهم حتّى أنّها أقلّ شأنا من عابديها لا تملك ما يملكون من أسماع و أبصار و عقل و إرادة فكيف إذا تصلح لأن تكون آلهة تعبد من دون الله و من الأساليب التي جاء بها القرآن أساليب كثيرة لو أخذنا في الحديث عنها لطال بنا المقام و لكن نكتفي بهذا البيان في بيان توحيد الإلهية الذي بيّنه ربّنا جلّ في علاه أوضح بيان و أشفى بيان حتّى يقيم الحجّة على كلّ إنسان و على كلّ مكلّف فلا يكون العبد موحّدا إلاّ بأن يحقّق توحيد الإلهية الذي ينجي من حقّقه من عذاب القبر، من عذاب النّار، من عذاب الآخرة فبمجرّد أن تظنّ باعتقادك أنّ الله هو ربّ كلّ شيء و خالقه و أنّه هو المدبّر لجميع الأمور هذا التّوحيد لا يكفي لا بدّ من ضمّ توحيد الإلهية إليه وهو أن تعلم عن يقين أنّه لا يستحقّ العبادة إلاّ الله. هذه العبادة و هي توحيد الله التي تتضمّن توحيد الإلهية مناطها يرجع إلى أربعة أمور. توحيد الألوهيّة يا أخوات يرجع إلى أربعة أمور، إذا أردنا أن نعرف هذه الأمور؛
أوّلا: عبادة قلبيّة مناطها القلب لا بدّ من أن تكون لله وحده لا شريك له و سنعرف و نبيّن لكم أنواع العبادات القلبيّة.
ثانيا: عبادة قوليه تتعلّق باللسان. يجب أن تكون أيضا خالصة لله.
ثالثا: عبادة عمليّة تتعلّق بالجوارح، يجب أن تكون خالصة لله يعني لا تصرف إلاّ لله.
رابعا: عبادات ماليّة، تتعلّق بالأموال.
هذه الأنواع الأربعة سنتكلّم عليها بحول الله بالتّفصيل حتّى نكون على بيّنة من أنواع العبادات التي يجب أن تصرف لله وحده لا شريك له.
نسأل الله عزّ و جلّ أن يملأ قلبنا و قلوبكم هداية و إيمانا و توحيدا و إخلاصا و محبّة وخشية من الله جلّ جلاله؛ نسأله أن يجعلنا و إيّاكم من الموحّدين المخلصين نسأله أن يحيينا على التّوحيد و أن يتوفّانا على التّوحيد و أن يحشرنا مع سيّد الموحّدين و إمام المتّقين و سيّد ولد آدم أجمعين هذا و صلّى الله و سلّم و بارك على سيّدنا محمّد و غلى آله و صحبه و سلّم. و بارك الله فيكم و نفع الله بكم و جزاكم الله خيرا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://mountadamoutoun.forumarabia.com
 
الدرس الخامس
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الدرس الخامس
» الدرس الخامس
» الدرس الخامس
» الدرس الخامس
» الدرس الخامس

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدي شرح المتون العلمية تحت اشراف فضيلة الشيخ أبو أحمد شحاته الشريف  :: الدورات العلمية تحت اشراف الشيخ أبو احمد شحاته الشريف :: دورة الأصول الثلاثة :: تفاريغ الدروس-
انتقل الى: